وكما أن كل موجود سواه فبإيجاده، فوجود من سواه تابع لوجوده، تبع المفعول المخلوق لخالقه، فكذلك العلم بها أصل للعلم بكل ما سواه.
فالعلم بأسمائه وإحصائها أصل لسائر العلوم، فمن أحصى أسماءه كما ينبغي للمخلوق أحصى جميع العلوم إذ إحصاء أسمائه أصل لإحصاء كل معلوم، لأن المعلومات هي من مقتضاها ومرتبطة بها" (?).
وذكر الشيخ ابن عثيمين (?) - رحمه الله - أن من آثار معرفة أسماء الله وصفاته عبادته على الوجه الأكمل، فقال: "فهذا التوحيد منزلته في الدين عالية، وأهميته عظيمة، ولا يمكن لأحدٍ أن يعبد الله على الوجه الأكمل حتى يكون على علم بأسماء الله تعالى وصفاته، ليعبده على بصيرة، قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} الأعراف: 180 " (?).
فيتقرر أن هذا التوحيد أجلُّ المعارف، لأنه معرفة بالله تعالى بأسمائه وصفاته، وعلى هذه المعرفة تنبني العبادة، فإذا لم يعرف العبد ربه فكيف يعبده؟ إذ كيف يعبد إلهاً يجهله؛ لذا استفاضت الأدلة بذكره والتنويه به، لأنه كلما كان الأمر مهماً كثُر إيضاحه وبيانه.