وأما وجه دلالة هذه الكلمة العظيمة على أقسام التوحيد الثلاثة فظاهر تماماً لمن تأملها: فقد دلت على إثبات العبادة لله ونفيها عمن سواه، كما دلت أيضاً على توحيد الربوبية فإنَّ العاجز لا يصلح أن يكون إلهاً، ودلت على توحيد الأسماء والصفات فإنَّ مسلوب الأسماء والصفات ليس بشيء بل هو عدم محض، وما أحسن ما قيل: المشبّه يعبُد صنماً، والمعطِّل يعبُد عدماً (?)، والموحِّد يعبُد رباً فَرْداً صمَداً (?).

وما أحسن قول ابن القيم في النونية:

لسنا نشبه وصفه بصفاتنا ... إن المشبه عابد الأوثان

كلا ولا نخليه من أوصافه ... إن المعطل عابد البهتان (?).

وبما سبق تتضح موافقة الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - لأهل السنة والجماعة في معنى وفضل كلمة الإخلاص.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015