والثالث: التوقف عن المفاضلة بينهما، وهو قول بعض أهل المدينة، ورواية عن الإمام مالك - رحمه الله - (?).
وقد استقر إجماع أهل السنة والجماعة بَعْدُ على تقديم عثمان على علي (?).
وأفضل الصحابة بعدهم بقية العشرة المبشرين بالجنة؛ ثم أهل بدر وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر؛ ثم أهل بيعة الرضوان؛ على الصحيح؛ ثم أهل أحد؛ ثم بقية المهاجرين؛ ثم بقية الأنصار (?).
وقد دل الكتاب والسنة على أوجه التفاضل بين الصحابة - رضي الله عنهم -، وجماع هذه الأوجه هو ما سلف من كل واحد منهم من أعمال البر والطاعات التي تتفاضل منزلتها عند الله تعالى. فمن أوجه التفاضل بينهم:
* السبق إلى الإسلام: فالسابق إلى الإسلام أفضل من المسبوق، قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} التوبة: 100.
* الإنفاق والجهاد قبل الفتح: فمن أنفق قبل الفتح وقاتل أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعده وقاتلوا، كما قال تعالى: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10)} الحديد: 10.
* شهود بدر: فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (لعل الله أن يكون اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) (?).