لتلاميذه المدركين في هذه المكتبة الغنية بالمراجع، فأمر-رحمه الله تعالى-كلاً من الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع والشيخ على الحمد الصالحي أن يدرِّسا هؤلاء الطلاب الصغار في المكتبة، في الأوقات التي لا تكون فيها دروس الشيخ لتلاميذه، وإن اتفق الدرسان في وقت واحد فيدرس الصغار في أحد أركان المسجد الجامع، وكانت دروس هؤلاء الطلاب الصغار في التوحيد والحديث والفقه والنحو. فأما التوحيد ففي: ثلاثة الأصول، وأمثاله، وأما الحديث ففي: الأربعين النووية، وأما النحو ففي: الآجُرُّومِيَّة، وأما الفقه فإن مختصرات المذهب الحنبلي يمنع من تدريسها لهؤلاء الناشئة أمران:
أحدهما: أنها لا تتجاوز القول المشهور في مذهب الإمام أحمد، وبعض مسائل المشهور من هذا المذهب مرجوحة، وفي روايات المذهب الأخرى ما هو أقوى منها.
الثاني: أن في تلك المختصرات من تعقيد العبارة، وصعوبة الوصول إلى المعني، ما يمنع الطالب المبتدئ من فهمها وهضمها.
لذا صنف شيخنا -رحمه الله- هذا المختصر المفيد على قول واحد في المذهب، سواء وافق المشهور من المذهب، أو وافق القول الآخر، مما يمتاز عن غيره من الأقوال بصحة الدليل وجودة التعليل، وهو لا يخرج عن قول أحد مذاهب الأئمة الثلاثة.