استعمالهما، فهما يرسخان المعلومة، ويدفعان المدعوين للتفاعل، ويذهبان السآمة والملل (?).
وليس من الحكمة في شيء، ثبات الداعية على أسلوب واحد، لا يحيد عنه، ولا يتزحزح، مما يدفع المدعوين إلى الملل والسآمة، وعدم المشاركة، كما يؤدي الأسلوب الرتيب إلى تقليل الفهم، وعدم ترسيخ المعلومة.
إن المتأمل في كتاب الله يجد هذا الأسلوب جلياً وكثيراً .. وقد ذكرنا قسطاً منه في مبحث (الجدال) فليراجع.
وأما في السنة فقد كان سيد الحكماء - صلى الله عليه وسلم - ينوع أسلوبه مستعملاً الأساليب كلها الإلقائية منها .. والحوارية .. وطرح المشكلات.
فتارة يكون أسلوبه إلقاءً مرعباً، كأنه يخبر عن العدو: أنه على الأبواب ..
فعن جابر بن عبدالله قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش، يقول: