وإذا حضرت مناسبة لمسلم أو لمسلمين، تكلم عليه الصلاة والسلام بما يناسبها، وبما ينفعهم فيها.
فعن عائشة رضي الله عنها: زفت امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال: ((ياعائشة، ما كان معكم لهو، فإنَّ الأنصار يعجبهم اللهو))، وفي رواية؛ فقال: ((فهل بعثتم معها جارية تضرب بالدف، وتغني؟ ))، قلت: تقول ماذا؟ ، قال: تقول:
أتيناكم أتيناكم ... فحيونا نحييكم
ولولا الذهب الأحمر ... ما حلت بواديكم
ولولا الحنطة السمراء ... ما سمنت عذاريكم (?)
ولما رأى المرأة التي كانت تبكي على القبر قال: ((اصبري))، ثم قال: ((إنما الصبر عند الصدمة الأولى)) (?).
وأرسلت إليه إحدى بناته تخبره باحتضار ابنها، فذكرها بما يجب أن يقال: ((إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فمرها فلتصبر ولتحتسب)) (?).
ولو تتبعنا مثل هذا في القرآن والسنة لطال بنا المقال، ووقعنا في مخالفة ما ننصح به - في هذا المقام - من عدم الإطالة، حتى لا يقع ملل أو سآمة.
الأمر الثالث: الذي ينبغي أن يراعيه الداعية في باب استغلال المناسبات: هو تقدير الكلمة كمّاً ووقتاً.