قال البقاعي في تفسيره: ((ولا يستخفنك))، أي: يحملنك على الخفة، ويطلب أن تخف باستعجال النصر، خوفاً من عواقب تأخيره، أو بتفتيرك عن التبليغ)) (?)، وقريباً من هذا قال معظم المفسرين.
وقال سيد في الظلال عقب الآية {ولا يستخفنك .. }: ((إنه الصبر، وسيلة المؤمنين في الطريق الطويل الشائك، الذي قد يبدو أحياناً بلا نهاية، والثقة بوعد الله الحق، والثبات بلا قلق، ولا زعزعة، ولا حيرة، ولا شكوك، .. الصبر والثقة والثبات على الرغم من اضطراب الآخرين، ومن تكذيبهم للحق، وشكهم في وعد الله. ذلك أنهم محجوبون عن العلم، محرومون من أسباب اليقين، فأما المؤمنون الواصلون الممسكون بحبل الله، فطريقهم هو طريق الصبر والثقة واليقين: مهما يطل هذا الطريق، ومهما تحتجب نهايته، وراء الضباب والغيوم! )). (?)
ومن مفسدات الصبر التي يجب على الداعية أن يحذر منها؛ الغضب، لذا يجب على الداعية أن يحذر منه أشد الحذر، لأنه يفقد الإنسان سيطرته على أفكاره، وألفاظه، وتصرفاته، فيدفعه إلى أفعال تفسد عليه دعوته، وتُنفِّر منه مدعويه.
لذلك نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القاضي أن يقضي وهو غضبان.
قال عليه الصلاة والسلام: ((لا يقضي حَكَمٌ بين اثنين وهو غضبان)). (?)