تمهيد:

الوسائل والأهداف

هل العبرة في مناهج التربية بالوسائل أم الأهداف؟

إن بعض الوسائل على الأقل يتغير من عصر إلى عصر، ومن جيل إلى جيل.

ثم إن الوسيلة الواحدة يمكن أن تخدم أهدافًا عدة، أو لا تخدم هدفًا على الإطلاق!

الرياضة البدنية مثلًا وسيلة من وسائل التربية. ولكنها -في ذاتها- لا تحدد منهجًا ولا ترسم طريقة.

فهي يمكن أن تربي الطاعة والحرص على النظام كما كانت في ألمانيا النازية، حيث كان الشباب يدرب على الرياضة البدنية تدريبًا عنيفًا، لا لخلق أجسام قوية فحسب. ولكن لتعويد الشباب على طاعة الأوامر، والفناء في شخصية الدولة. والفناء في شخصية هتلر القائد المتحكم صاحب السلطان.

ويمكن أن تربي التعاون والروح الجماعية كما يقصد بها في إنجلترا ودول الشمال.

ويمكن أن تنقلب إلى أنانية فردية كما هو الحال في بعض الرياضيين عندنا حيث يوجهون همهم إلى البروز الشخصي، حتى في كرة القدم، التي أنشئت في الأصل لبث الروج الجماعية المتعاونة!

ويمكن أن تنقلب إلى عبادة الجسد, والافتتان بالقوة الجسمية البحتة، أو "بجمال" الأجسام، كما كان الحال عند الرومان.

ويمكن أن تنقلب إلى مجرد تربية "عجول آدمية" منتفخة الرقبة ممتلئة العضلات، لا تحس من الروح الرياضية شيئًا، ولا ترتفع عن محيط الحيوان! والتربية بالقصص وسيلة من وسائل التربية، ويمكن أن تخدم أهدافًا عدة، ويمكن ألا تخدم هدفًا على الإطلاق!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015