الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} 1.

{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} 2.

وكلها آيات تحدد -من خلال خطي الخوف والرجاء- منهج الحياة.

كل الحياة!

ومنهج التربية الإسلامية، وهو المنهج الرباني الذي يحدد أصوله كتاب الله وسنة رسوله، يوقع على هذين الخطين توقيعات تربوية هائلة، يهدف من خلالها إلى إقامة البناء السليم للنفس، وتحديد خط السير الصحيح الذي ينبغي أن يسير عليه الإنسان في الحياة الدنيا، لتستقيم حياته في الدنيا ويظفر في ذات الوقت برضوان الله ونعيمه المقيم في الآخرة. فتصلح ديناه وآخرته.

ويحذره طيلة الوقت من الانحراف عن هذا الخط الصحيح سعيًا وراء متاع زائف زائل، لا يستحق أن يعرض الإنسان نفسه من أجله لغضب الله، ولا يستحق أن يفقد في سبيله نعيم الآخرة الخالد، ويحق عليه العذاب.

ومشاهد القيامة في القرآن -إلى جانب الآيات التي ذكرنا منها نماذج تشير إلى طريقتها واتجاهها دون أن تستوعبها فهي أكثر من أن تستوعب في بحث- كلها توقيعات تربوية هادفة على خطي الخوف والرجاء، وكذلك كل ما يعرف بالتغريب والترهيب من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.

والناظر إلى سعة هذه الآيات -بما فيها مشاهد القيامة من نعيم وعذاب- وسعة الأحاديث الواردة في الترغيب والترهيب، يدرك إلى أي حد يهتم المنهج الرباني بهذين الخطين -معًا- ويدرك بالتالي أنه لا بد أن يكون لهما أثر كبير في تربية النفس البشرية.

كما أن الناظر إلى الجماعة المسلمة الأولى -التي أخرجت "خير أمة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015