وتوجيهات سياسية ثالثة بالنسبة للمنافقين، والدور الذي يقومون به في المجتمع الإسلامي، وضرورة الابتعاد عنهم وعدم الاختلاف في شأنهم، وعدم الدفاع عنهم, وعدم توليهم كما جاء في سورة النساء بصفة خاصة، وكذلك في البقرة وآل عمران والمائدة والتوبة والحشر والمنافقون.. وسور أخرى كثيرة.
وتوجيهات اجتماعية بحماية الضعفاء في المجتمع المسلم من نساء أو ولدان أو رجال ضعفاء، ويتامى، وأرقاء كما جاء في سورة النساء والبقرة.
وتوجيهات اقتصادية كتحريم الربا، وتحريم أكل أموال الناس بالباطل كما جاء في سورة البقرة وسورة النساء.
وعديد من التوجيهات في كل مناحي الحياة التي كانت تنمو بسرعة في المجتمع المسلم وتحتاج إلى توجيهات متلاحقة لبيان سبيل التعامل الصحيح فيها..
وبهذه التوجيهات من القرآن ومن الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم لتنفيذها، ومراقبته الدائمة لها، ومصاحبته للصحابة مصاحبة الصديق المحب الموجه في رفق، الشديد في الحق، الملهم بأحوال النفوس وخير الطرق للدخول إليها.
بهذا كله تم منهج التربية الإسلامية لهذه الجماعة كما أراده الله، وكما وجه رسوله صلى الله عليه وسلم إليه، على القاعدة الأولى التي نشأت من مكة: قاعدة حب الله ورسوله. والطاعة لله ورسوله. والتلقي من عند الله ورسوله ورفض التلقي من كل مصدر سواه.
تلك كانت القاعدة الأولى التي انبنى عليها كل ما جاء بعد ذلك من دروس التربية ودروس العقيدة، حتى استقامت تلك النفوس على القمة السامقة، ووقفت هناك وقفتها المشرقة العالية، تنير الطريق لكل البشرية:
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} 1.
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} 2.