أي صورة من الأناسي تلك التي تطالعنا بعد هذا الجهد الذي نبذله في التربية على منهج الإسلام؟ أي إنسان هو الذي ربينا له روحه وعقله وجسمه على هذا النحو، ووقعنا على الخطوط المتقابلة في نفسه، وربيناه بالقدوة وربيناه بالموعظة وربيناه بالقصة وربيناه بالعادة وربيناه بالأحداث؟
نقول إنه "الإنسان الصالح".. فما صورة ذلك الإنسان.. الصورة التي يمكن أن نمسك خيوطها ونتبع ملامحها ونعرضها نموذجًا للاقتداء؟
بديهي أن نقول إنه إنسان عابد. وإن العبادة -على النحو الذي شرحناه في فصول الكتاب- هي منهاج حياته كلها، وهي الصورة التي تطالعنا منه في كل لحظة من لحظات حياته ... أي: إنه لا يكون عبدًا إلا لله، وأنه في كل عمل يعمله وكل سلوك يسلكه وكل فكرة تخطر في باله، متصل بالله، مراع له، متوجه إليه.
ولكن هذا لا يعطينا فكرة واضحة عن "ملامح" هذا الإنسان، وإن أعطانا "سمته" العام.
ما زلنا في حاجة إلى مزيد من التوضيح.
سنقول إن ملامح التقوى والخشوع والحياء تظهر على وجهه:
{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} 1.
{سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} 2.
{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} . {وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ} . {أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} 3.