الحياة الدنيا كد وكدح ونصب ... وتفاعل دائم مع الأحداث. وما دام الناس أحياء فهم عرضة على الدوام للأحداث.. تقع بسبب تصرفاتهم الخاصة، أو لأسباب خارجة عن تقديرهم وخارجة عن إرادتهم. والمربي البارع لا يترك الأحداث تذهب سدى بغير عبرة وبغير توجيه. وإنما يستغلها لتربية النفوس وصقلها وتهذيبها، فلا يكون أثرها موقوتًا لا يلبث أن يضيع.
ومزية الأحداث على غيرها من وسائل التربية أنها تحدث في النفس حالة خاصة، هي أقرب للانصهار. إن الحادثة تثير النفس بكاملها، وترسل فيها قدرًا من حرارة التفاعل والانفعال يكفي لصهرها أحيانًا، أو الوصول بها إلى قرب الانصهار. وتلك حالة لا تحدث كل يوم في النفس. وليس من اليسير