لمثل ذلك. وكانوا يعيثون في أعيادهم فسادًا, فألغاها وجعل بدلًا منها أعيادًا كريمة نظيفة زاخرة بالمعاني الطيبة والأهداف الرفيعة.
وحين قطع علاقة القربى في أول عهده، مع المشركين الذين لم يكونوا قد أسلموا بعد، ملأ فراغها بالولاية بين المؤمنين وجعلها مكان القربى، فملأت فراغها حقيقة وصارت تعدل في حسهم صلة الدم، حتى إن المؤاخاة التي جعلها الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار وصلت بالأخيرين إلى اقتسام كل شيء مع المهاجرين: {وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} 1 وكانت تصل إلى حد الاشتراك في الميراث.
وهكذا لم يعد في نفوس المؤمنين فراغ.
وتلك من أنجح الوسائل في تربية النفس، خاصة حين تمنع النفس -لتقويمها- من شيء من رغائبها. فالوسيلة الصحيحة لملء فراغ هذه الرغبة، هي إيجاد نشاط جديد لهذه الرغبة ذاتها، أو لرغبة سواها، فالنفس من الداخل كلها وثيقة الاتصال!