وكذلك كل العادات النفسية من صدق.. ووفاء. ومحبة، وعطف. وبذل. وإيثار.

والإسلام يلجأ في ذلك أولًا إلى إثارة الوجدان وإنشاء الرغبة في العمل. ثم يحول الرغبة إلى عمل واقعي ذي صورة محددة واضحة السمات، فيلتقي الظاهر والباطن ويتطابقان ويتكافآن: رغبة وسلوكًا. ثم يحول الرغبة والعمل من مسألة فردية إلى رباط اجتماعي.

الصلاة رغبة في الاتصال بالله والدعاء إليه وطلب المعونة منه. فيحول هذه الرغبة إلى عمل محدد ذي مراسم وحدود. ثم ينظمها في أوقات محددة. ثم يدعو إلى الجماعة ويجيب إليها.

والزكاة رغبة في التحرر من الشح والعطف على المحتاج والتعاون مع الجماعة. فتتحول الرغبة إلى عمل ظاهر محدد. ذي نسبة معينة في المال وأوقات معينة في الأداء. ثم يحول العمل الفردي إلى نظام تقوم عليه الدولة والمجتمع.

وكذلك كل عادة من عادات الإسلام، تبدأ باستحياء الرغبة ثم تتحول إلى عمل حي، لا يكلف أداؤه شيئًا من الجهد، وهو مع ذلك رغبة واعية لا أداء آلي مجرد من الشعور.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015