وعند ما استقرت خواطره، واطمأن قلبه، وهدأت الأحوال من حوله، ووضح الهدف، وبان السبيل أمامه قال:
«أقدمت على هذا المهم إقدام الشجاع على وادى السباع، متوسطا فى معترك أنظار الناظرين، وزائر بين ضباح الزائرين» (?). فجعلت حقا علىّ أن أبدى فى هذا التفسير للقرآن نكتا لم أر من سبقنى إليها، وأن أقف موقف الحكم بين طوائف المفسرين تارة لها وآونة عليها، فإن الاقتصار على الحديث المعاد، تعطيل لفيض القرآن الذى ماله من نفاذ» (?).
وأياما كانت تحمل هذه الفقرة من ثقة ونوازع نفسية، نراه يقول فى نهاية هذا التمهيد:
«وقد ميّزت ما يفتح الله لى من فهم فى معانى كتابه وما أجليه من المسائل العلمية، مما لا يذكره المفسرون، وإنما حسبى فى ذلك عدم عثورى عليه فيما بين يدىّ من التفاسير فى تلك الآية خاصة، وليست أدعى انفرادى به فى نفس الأمر، فكم من كلام تنشئه تجدك قد سبقك إليه متكلم، وكم من فهم تستظهره وقد تقدّمك إليه متفهم» (?).
وقد صدّر الكتاب بمقدمات عشر لكل منها عنوان على النحو التالى:
- فى التفسير والتأويل وكون التفسير علما.
- فى استمداد علم التفسير.
- فى صحة التفسير بغير المأثور ومعنى التفسير بالرأى ونحوه.