ألقاه هؤلاء إليهم فيصادف قلوبا خالية من غيره, فيصعب إخراجه من قلوبهم, كما قيل:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى
فصادف قلبا خاليا فتمكنا
وهذا قد وقع في كثير من البدو, لا يقبلون إلا ما قاله هؤلاء لهم, والعاقل يسير وينظر.
والظاهر أنهم في رميهم وبهتانهم المشايخ بأنهم مكفرون؛ لهم مبرّئون أنفسهم مما هو معلوم بالضرورة بأن ذلك هي حالتهم وسيرتهم كما قيل:"رمتني بدائها وانسلت".
ثم إن المشايخ _ولله الحمد والمنة_ لا يزكون أنفسهم ولا يبرّئونها من الخطأ والزلل والذنوب والمعاصي, بل هم معترفون بذلك على أنفسهم, وأنهم مقصرون في الأعمال الصالحات, والعصمة إنما هي للرسل, ولكنهم لا يرضون ما يسخط اله من الأقوال والأعمال والغلو والتجاوز والمجاوزة للحد بغير ما شرع الله ورسوله, ولا القول على الله بلا علم. وحسبنا الله ونعم الوكيل.