لقمة يطعمنيها1. وفي رواية: إنه لم يكن يشغلني عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غرس بالوادي وصفق بالأسواق2. فقال ابن عمر رضي الله عنهما: "أنت أعلمنا يا أبا هريرة برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأحفظنا لحديثه"3. وفي رواية: "أنت كنت ألزمنا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأحفظنا لحديثه"4.
وعن أشعث بن سُليم عن أبيه قال: سمعت أبا أيوب "الأنصاري" يحدث عن أبي هريرة، فقيل له: أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحدث عن أبي هريرة؟! فقال: إن أبا هريرة قد سمع ما لم نسمع، وإني أن أحدث عنه أحب إليَّ من أن أحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يعني: ما لم أسمعه منه5.
ومن أهم العوامل التي أتاحت له كثرة مسموعاته وضخامة مروياته ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم:
روى قيس بن حازم عن أبي هريرة: صحبت النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاث سنين، ما كنت سنوات قط أعقل مني، ولا أحب إليَّ أن أعي ما يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيهن6.
ومن العوامل التي ساهمت في كثرة مسموعاته وأتاحت له كثرة رواياته:
- جرأته في سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم:
قال أُبي بن كعب: كان أبو هريرة جريئًا على النبي -صلى الله عليه وسلم- يسأله عن أشياء لا نسأله عنها7.