وامتثل العلماء لهذا الأمر، واهتموا بهذا النداء من أمير المؤمنين، وجَدُّوا في جمع الحديث الشريف، وكان محمد بن شهاب الزهري "ت124هـ" أول مَن حقق رغبته واستجاب لدعوته فقال: "أمرنا عمر بن عبد العزيز بجمع السنن فكتبناها دفترًا دفترًا، فبعث إلى كل أرض له عليها سلطانه دفترًا"1. وقال مرة أخرى: لقد أمرنا عمر بن عبد العزيز أن نجمع السنة، وتنفيذًا لهذا الأمر كتبنا الكتب العديدة، وأرسلت نسخًا لأجزاء مختلفة من الدولة2.

ووُجد في كل مدينة مَن يهتم بجمع الحديث والتصنيف في السُّنَّة:

ففي مكة: صنف في السُّنة ابن جريج "ت150هـ"، وسفيان بن عيينة "ت198هـ".

وفي المدينة: مالك بن أنس "ت179هـ"، ومحمد بن إسحاق "ت151هـ"، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب "ت157هـ".

وفي البصرة: الربيع بن صبيح "ت160هـ"، وسعيد بن أبي عروبة "ت156هـ"، وحماد بن سلمة "ت168هـ".

وفي اليمن: معمر بن راشد "95 - 153هـ".

وفي الشام: عبد الرحمن الأوزاعي "88 - 157هـ".

وفي الكوفة: سفيان الثوري "ت161هـ".

وفي خراسان: عبد الله بن المبارك "ت181هـ".

وفي واسط: هشيم بن بشير "ت183هـ".

وفي الرِّي: جرير بن عبد الحميد "ت188هـ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015