معهم لا مختالًا أَشِرًا ولا مكاثرًا بَطِرًا1، لم أعد سد الجوعة وروى العورة وقوامة القوام، حاضري الله من طوي ممعض2 تهفو منه الأحشاء وتجب له الأمعاء، واضطررت إلى ذلك اضطرار البرض3 إلى المتعتت الآجن4، فإذا أنا مت فردي إليهم صحفتهم، ولقحتهم، وعبدهم، ورحاهم، ووثارة ما فوقي اتقيت بها أذى البرد، ووثارة ما تحتي اتقيت بها نز الأرض5 كان حشوها قطع السعف المشع.
وقالت عائشة -رضي الله عنها- وأبوها يغمض:
وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه ... ربيع اليتامى عصمة للأرامل
- وفاتها:
وتوفيت عائشة أم المؤمنين بالمدينة المنورة في "17" من رمضان سنة "57هـ" على الصحيح. وقيل: "58هـ"، وقيل: "56هـ"، وقيل: "59هـ" وهي ابنة ست وستين سنة، وأمرت أن تدفن من ليلتها، واجتمع الأنصار وحضروا فلم تُرَ ليلة أكثر ناسًا منها، فدفنت بعد الوتر بالبقيع وصلى عليها أبو هريرة، ونزل قبرها خمسة: عبد الله وعروة ابنا الزبير، والقاسم وعبد الله ابنا أبي بكر الصديق، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.
- مروياتها:
كانت السيدة عائشة -رضي الله عنها- كبيرة محدثات عصرها بالإضافة إلى شهرتها بالذكاء والفصاحة والبلاغة، وكانت عاملًا كبيرًا ذا تأثير عميق في نشر تعاليم الإسلام ومبادئه.