الزواج، حصولا منهم على الزواج المثالي كما يزعمون.
فتفنن الناس أكثر ما تفننوا في مغالاتهم في المهور، وهم يظنون بذلك أن الزوجة كلما كان مهرها أكثر كانت غالية على زوجها.
حتى صارت المرأة في الزواج كأنها سلعة تباع وتشترى، ونحن نسمع الناس ينفرون من فلان، لأنه يغالي في مهر بناته، بالفعل: عملية بيع وشراء.
وربما يزيد الأمر سوءاً عندما يركن الناس في ذلك لرأي النساء، وعواطفهن دون التدخل في مثل هذه الأمور، لأنه يعتبر أن المرأة أكثر تقديرا منه حتى يكون عرس ابنته يتميز عن أعراس الناس أو على الأقل مثله.
وكذا سكوت الدعاة عن مثل هذه الأمور أدى إلى تفشي مثل هذه الظاهرة بل تناميها، كيف إذا أضيف إلى ذلك أن العلماء أنفسهم لم يطبقوه على أنفسهم عند زواج بناتهم، فضلا عن عموم الملتزمين بالدين.
وأحيانا يكون السبب في ذلك هم الأزواج الذين يريدون بذلك أن يثبتوا أمام أهل الزوجة قدرتهم على فعل الفرح المثالي الذي تطمح به البنت وأهلها، فيبذل الغالي والنفيس من أجل ذلك، ليس فقط في المهر بل هناك ما هو أدهى من ذلك وأمر.
فمنهم من يبيع أرضه لأجل إحضار فرقة موسيقية، أو الذهاب إلى قاعة فاخرة.
ونتيجة لمغالاة الناس في المهور نتج عندنا من المشاكل ما لا يحسد عليه المجتمع:
منها عدم قدرة العديد من الرجال على الزواج، وبالتالي تأخر سن الزواج، وبالتالي العديد من النساء العوانس التي لا تريد أن تتزوج إلا بمبلغ كبير من المهر، حتى إذا ما طالت بها العنوسة قبلت بأي