صرحوا بأن السؤال عن حكمة خلق الأهلة فالجواب إذًا مطابق للسؤال، وانتصر لهذا السيوطي غاية الانتصار، وعليه فالأمر واضح.

ومن ذلك ما يسمونه "الاستعارة التخييلية"؛ لأنهم يتخيلون شيئًا وهميًّا لا وجود له فيستعيرون له كقول أبي تمام:

لا تَسقِني ماءَ الملامِ فإنني ... صبٌّ قد استَعذَبتُ ماء بكائِي

فإنه توهم للملام شيئًا يمازج الروح شبيهًا بالماء فأطلق اسمه عليه استعارة تخيلية. وكقول أبي الطيب المتنبي:

وقَدْ ذُقت حلواء البنين على الصبا ... فلا تحسبيني قلتُ ما قلتُ عن جهلِ فإنه تخَيَّل للبنين لذةً تشبه الحلواء، وأطلق اسمها عليها استعارة تخييلية.

وكقول أشجع السلمي:

لله سيفٌ في يدي نصر ... في حدِّه ماءُ الرَّدَى يجري

وقول البحتري:

أمَّا مسامعُنَا الظماء فإنها ... تُروى بماء كلامك الرقراقِ

وقول التهامي:

أذهبتَ رونقَ ماءِ النُّصْحِ والعذْلِ فاذهب فلست بمعصومٍ من الزَّلل فالماء في الأبيات مستعار لأمر وهمي تخيله الشاعر، ولا وجود له في الحقيقة.

ونظير ذلك قول مُقَيَّدِ هذه الحروف في أبياته التي بين فيها أن مقاصد الشعراء ليست مقصدًا له:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015