قال ابن أبى حاتم: سمعت المزني يقول: قيل للشافعي كيف شهوتك للعلم؟

قال: أسمع بالحرف ـ أي بالكلمة ـ مما لم أسمعه، فتود أعضائي أن لها سمعًا تتنعم به، مثل ما تنعمت به الأذنان.

فقيل له: كيف حرصك عليه؟ قال: حرص الجموع المنوع في بلوغ لذته للمال.

فقيل له: فكيف طلبك له؟ قال: طلب المرأة المضلة ولدَها ليس لها غيره.

وقد كان ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ يأتي أبواب الصحابة في حرِّ الظهيرة يسألهم عن الحديث.

فروى الخطيب البغدادى وابن عبد البر عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: " إن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتى بابه، وهو قائل، فأتوسد ردائي على بابه، تسفي الريح علىَّ من التراب، فيخرج فيقول: يا ابن عم رسول الله ما جاء بك؟!! ألا أرسلت إلىَّ فآتيك؟ فأقول: أنا أحق أن آتيك، فأسأله عن الحديث ".

وهذا ابن معين ـ رحمه الله تعالى ـ خلف له أبوه ألف ألف درهم، فأنفقها كلها على تحصيل الحديث حتى لم يبق له نعل يلبسه، وكان حريصاً على لقاء الشيوخ والسماع منهم خشية أن يفوتوه ..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015