لا يفوتنا هنا التنبيه على أنه لا ينبغي لطالب العلم أن ينقطع عن الطلب لعدم خلوص نيته، فإن حسن النية مرجو له ببركة العلم.
قال كثير من السلف: طلبنا العلم لغير الله فأبى إلا أن يكون لله.
وقال غيره: طلبنا العلم وما لنا فيه كبير نية، ثم رزق الله النية بعد. أي فكان عاقبته أن صار لله. .
قيل للإمام أحمد بن حنبل: إن قوماً يكتبون الحديث، ولا يُرى أثره عليهم، وليس لهم وقار.
فقال: يؤولون في الحديث إلى خير.
وقال حبيب بن أبى ثابت: طلبنا هذا العلم، وما لنا فيه نية، ثم جاءت النيةُ والعملُ بعد.
فالعبد ينبغي عليه ألا يستسلم، بل يحاول معالجة نيته، وإن كانت المعالجة شديدة في أول الأمر.
يقول سفيان الثورى: ما عالجت شيئاً أشد علىَّ من نيتي
فجاهد ـ أيها المتفقه ـ، وحسِّن نيتك، وحرر الإخلاص، وجرد التوحيد، واصدق الله يصدقك، واحفظ الله يحفظك، والله معك، ولن يترك عملك.
فمن أخلص في طلب العلم نيته، وجدد للصبر عليه عزيمته، كان جديراً أن ينال منه بُغيتَه.