وقال: طوبى لمن صحت له خطوة لم يرد بها إلا وجه الله.
كان سفيان الثوري يقول: قالت لي والدتي: يا بُني لا تتعلم العلم إلا إذا نويت العمل به، وإلا فهو وبال عليك يوم القيامة.
وقد قيل لذي النون المصري ـ رحمه الله تعالى ـ: متى يعلم العبد أنه من المخلصين؟
فقال: إذا بذل المجهود في الطاعة، وأحب سقوط المنزلة عند الناس.
وقيل ليحيى بن معاذ ـ رحمه الله تعالى ـ: متى يكون العبد مخلصاً؟
فقال: إذا صار خلقه كخلق الرضيع، لا يبالي من مدحه أو ذمه.
وللعلامة ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ كلام نفيس في مسألتنا هذه فيقول: " لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس، إلا كما يجتمع الماء والنار، والضب والحوت، فإذا حَدَّثتك نفسك بطلب الإخلاص فأقبل على الطمع أولاً فاذبحه بسكين اليأس، وأقبل على المدح والثناء، فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة، فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص.
فإنْ قلت: وما الذي يسهل علىَّ ذبح الطمع، والزهد في الثناء والمدح؟
قلت: أما ذبح الطمع فيسهله عليك علمك يقينًا أنه ليس من شيء يطمع فيه إلا وبيد الله وحده خزائنه، لا يملكها غيره، ولا يؤتى العبد منها شيئاً سواه، فاطلبه من الله.
وأمَّا الزهد في الثناء والمدح، فيسهله