فهذه طريقتهم في طلب العلم وحرصهم عليه وحسن سؤالهم عن شئونهم الحقيقية، وتوصيفهم الصحيح لواقعهم بعد فهمهم الدين، فلم يكونوا يفترضون الأمثلة، ولا يطرحون الأمثلة للترف العلمي والفكري، فتعلموا ونقلوا الدين بأمانة، فوصلنا الدين من خلال هؤلاء الصحابة العلماء الأجلاء كاملاً مكملاً، فلا تجد ثغرة في ديننا ولا مسألة إلا وعندك منها علمًا، فجزى الله رسوله صلى الله عليه وسلم عنَّا وعن أمة الإسلام خير الجزاء، وجزى صحابته خير الجزاء، وإنما أعرضوا عمَّا لا ينفع، وهذا ما علمه لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما جاءه رجل يقول: متى الساعة؟ قال: وماذا أعددت لها.

فأحاله على ما ينفع، ودله على أن يسأل عمَّا يفيده في دينه، وينفعه في آخرته، فأين اليوم أنت ـ أخي طالب العلم ـ من هؤلاء، وكيف تطلب؟ وعمَّ تسأل؟ وفيم تبحث؟!!!

ـ إخوتاه أحبتي في الله ـ

إنَّ قضية التعلم اليوم، قد دخلها دخن كثير، وشابتها شوائب كثيرة، ما بين خرافات موروثة من التاريخ، نقلها أهل الزيغ والعناد لا أهل العلم المتخصصون، وما بين انحرافات صنعتها أصابع معاصرة، أصابع مشبوهة، غير مخلصة، لها أغراض مريبة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015