وقال آخرُ:
فإن يكن الفعلُ الذي ساءَ واحدًا ... فأفعالُه اللاتي سَرَرْن كثيرُ
واللهُ سبحانَه يوازي يومَ القيامةِ بين حسناتِ العبدِ وسيئاتِه، فأيهما غَلَب كان التأثيرُ له، فيفعلُ بأهلِ الحسناتِ الكثيرةِ الذين آثروا محابَّه ومراضيه وغلبتْهم دواعي طبعِهم أحيانًا من العفوِ والمسامحةِ ما لا يفعلُه مع غيرِهم. (?)
فالعالمُ بَشَر غيرُ معصومٍ، والزللُ أمرٌ واردٌ وحاصلٌ -لا محالةَ- لكلِّ أحدٍ، وهذه الزلةُ لا تنقص من قدرِه، بل توهبُ سيئاته لحسناتِه -كما تقدم- ولكن هذا لا يعني الإقرارَ بالخطأِ أو اعتمادَه، بل يُبَيَّنُ حكمُ الشرعِ في هذه المسألةِ، ويُعتزرُ لمن أخطأ في اجتهادِه فهو مأجور على كلِّ حالٍ.
قال الحكماءُ: الفاضلُ مَنْ عُدَّتْ سقطاتُه.
وينبغي لطلبةِ العلمِ أن يُقيلوا ذَوِي الهيئاتِ عَثَراتِهم، فالواجبُ سترُ هذه الزلةِ وعدمُ إشاعتِها بينَ النَّاسِ.
- قال - صلى الله عليه وسلم -: "أَقِيلوا ذَوِي الهيئاتِ عثراتِهم، إلا الحدود" (?).