قال طاووسٌ: من السُّنةِ أن يُوَقَّرَ أربعةٌ: العالمُ، وذو الشيبةِ، والسلطانُ، والوالدُ.
أما ترى ابنَ عباسٍ - رضي الله عنهما - يأخذُ بركابِ زيدِ بنِ ثابتٍ الأنصاريِّ - رضي الله عنه - ويقولُ: هكذا أُمِرْنا أنْ نفعلَ بعلمائِنا وكبرائِنا.
بل كان - رضي الله عنه - يأتي الصحابيَّ يخبره بحديثٍ عن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فينتظرُه حتى يخرجَ من بيتهِ حتى تُسفي الريحُ على وجهِه طلبًا للعلم (?).
وهذا الإمامُ مسلمٌ يَهُمُّ بتقبيلِ رِجْلِ البخاريِّ ويقولُ: دَعْنِي حتى أقبلَ رجليك يا أستاذَ الأستاذينَ، وسيدَ المحدثينَ، وطبيبَ الحديثِ في عللِه (?) ..
فلا يفوتنَّك لقاءُ العالمِ، وكيف بطالبِ العلمِ أن يسمعَ بعالمٍ على الأرضِ ولا تتوقَ نفسُه إلى لُقْياه، بل إنَّه ليتحسَّرُ ويَشْتدُّ أسفُه إذا سَمِع بعالمٍ معاصرٍ له ولم يَرَه، فأين نحن من السَّلفِ الذين جعلوا المعاصرةَ كحكم اللُّقيا، إذ كان من المتعذرِ عندَهم أن يعاصرَ طالبُ العلمِ عالمًا -لا سيما في بلدتِه- ولا يأخذ عنه.