وبطبيعة الحال لا يشترط السلامة من الخطأ البتة؛ لأنَّ فروع كل علم إذا انتشرت، وانبنى بعضها على بعض اشتبهت، فلا يقدح في كونه عالمًا، ولا يضر في كونه إمامًا مقتدى به أن يخطئ، أو أن تذهب عنه بعض المسائل، ولكن كلما قصر عن استيفاء الشروط نقص عن رتبة الكمال بمقدار ذلك ... النقصان، فلا يستحق الرتبة الكمالية ما لم يكمل النقص.
قال الإمام الذهبي: " ثمَّ إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه وعلم تحريه للحق واتسع علمه وظهر ذكاؤه وعرف صلاحه وورعه واتباعه يغفر له الله ولا نضلله ولا نطرحه وننسى محاسنه، نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ونرجو له التوبة من ذلك " (?).
ومن علاماتهم أيضا:
إحداها: العمل بما علم، حتى يكون قوله مطابقا لفعله، فإنْ كان مخالفا له فليس بأهل لأن يؤخذ عنه، ولا أن يقتدى به في علم " أهـ
وهذا مما يثير الحزن والأسف، فقد صار هؤلاء من الندرة بمكان، نعوذ بالله أنْ نذكِّر به وننساه، ونعوذ به من النفاق وأهله، ونعوذ به من فتنة علماء السوء.