ولو أنَّ العلم نزل على قلب به كِبر لزاد به القلب تكبراً، وكذلك لو كان في القلب عُجب أو غرور أو حب رياسة وظهور، فإنه يزيد بالعلم ما فيه، وتصديق هذا من كتاب الله عز وجل قوله تبارك اسمه: " وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيماناً فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون، وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون " [التوبة /124 - 125]

فالآية الواحدة تكون للمؤمن شفاء وللظالم خسارًا، تزيد المؤمن إيماناً، وتزيد المنافق مرضًا في قلبه، وهذه من آيات الله، فإن نزل العلم على قلب فيه تواضع زاده تواضعاً، وإن دخل العلم على قلب فيه كبر زاده كبراً وغروراً.

وقال تعالى: " وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا " [الإسراء/82]

ثمَّ قال جل وعلا: " قل كل يعمل على شاكلته " [الإسراء/84]

فلا بد من تطهير القلب وإعداده، وإلا فستكون فتنة، وكم رأينا على الساحة وبين طلبة العلم من كان في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً، نسأل الله العافية، وتمام العافية، ودوام العافية لجميع المسلمين والمسلمات.

ولذلك كان السلف ـ رضوان الله عليهم ـ لا يُعَلِّمون أحداً العلم حتى يروِّضُوا نفسه سنين كثيرة، ويظهر لهم صلاحُ نيته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015