ويغوص في بعض المسائل الفلسفية مما سطروه في بعض كتب المطولات في النحو وغيره.
يقول ابن قدامة: " واعلم أنَّ العلوم المحمودة تنقسم إلى قسمين:
الأول: محمود إلى أقصى غاياته، وكلما كان أكثر كان أحسن وأفضل، وهو العلم بالله تعالى وبصفاته وأفعاله وحكمته في ترتيب الآخرة على الدنيا؛ فإن هذا علم مطلوب لذاته، والتوصل به إلى سعادة الآخرة، وهو البحر الذي لا يُدرك غورُه، وإنما يحوم المحوِّمون على سواحله وأطرافه بقدر ما تيسر لهم.
القسم الثاني: العلوم التي لا يحمد منها إلا مقدار مخصوص، وهي التي ذكرناها من فروض الكفايات، فإن في كل منها افتقاراً واقتصاراً واستقصاءً " (?)
وتبقى هنا نصيحة مهمة لكل سائر في طريق الطلب، فإنَّ الفائدة المرجوة من سلوكك هذا السبيل هو إصلاحك نفسك، فحذار أن تكون كالسراج تضيء لغيرك، وأنت تحرق نفسك.
يقول ابن قدامة: " فكن أحد رجلين: إمَّا مشغولاً بنفسك، وإما متفرغًا لغيرك بعد الفراغ من نفسك، وإياك أن تشتغل بما يصلح غيرك قبل إصلاح نفسك.