فعليك يا طالب العلم أن تُجِدَّ في التحصيل، واصدق الله يصدقك، فإنه كما قال الجنيد: " ما طلب أحدٌ شيئاً بصدقِ وجدِّ إلا ناله، فإن لم ينله كلَّه نال بعضه ".
ولا تلتفت إلى وساوس الشيطان في تهويل كثرة العلم عليك، فتفتر عن الطلب.
فقد قال الفضل بن سعيد بن سلم: " كان رجل يطلب العلم فلا يقدر عليه، فعزم على تركه، فمر بماء ينحدر من رأس جبل على صخرة، قد أثر الماء فيها، فقال: الماء على لطافته قد أثر في صخرة على كثافتها، ـ والله ـ لا أدع طلب العلم، فطلب فأدرك.
فالعلم يجتمع مع الليالي والأيام، قيل: اليوم شيءٌ، وغداً مثله، من نُخب العلم التي تلتقط يحصل المرء بها حِكْمتَه، وإنَّما السيل اجتماع النقط.
مجمل القول
أيها المتفقه ـ حبيبي في الله ـ:
تعال بعد التفصيل أحصي لك ما يعينك على علو الهمة والصبر:
أولاً: شكر النعمة وإن قلَّت. ... ثانيًا: صدق اللجأ والافتقار إلى الله. .