طالب العلم والزواج

فلابد لطالب العلم من جمع الهمَّ، ومن ذلك ألا يشغل ذهنه بالزواج، لاسيما مع ضيق ذات اليد، فإنَّه يستتبع من شتات الذهن ما يمنعه عن بلوغ القصد، وإلا فلا يُلجأ إليه إلا عند الضرورة، كأنْ يخشى على نفسه الفتنة، فيتزوج من باب أخف الضررين.

قال ابن الجوزي: وأختار للمبتدئ في طلب العلم أن يدافع النكاح مهما أمكن، فإن أحمد بن حنبل لم يتزوج حتى تمت له أربعون سنة، وهذا لأجل جمع الهم، فإن غلب عليه الأمر تزوج واجتهد في المدافعة بالفعل؛ لتتوفر القوة على إعادة العلم.، ثم لينظر ما يحفظ من العلم، فإن العمر عزيز، والعلم غزير " (?)

يقول صاحب مختصر منهاج القاصدين قال: " ينبغي لطالب العلم قطع العلائق ... الشاغلة، فإن الفكرة متى توزعت قصرت عن إدراك الحقائق.، وقد كان السلف يؤثرون العلم على كل شيء.

فروىَ عن الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ أنه لم يتزوج إلا بعد الأربعين. .

وأهديت إلى أبى بكر الأنباري جارية، فلما دخلت عليه تفكر في استخراج مسألة فعزبت عنه، فقال: أخرجوها إلى النخاس، فقالت: هل من ذنب؟ قال: لا، إلا أن قلبي اشتغل بك، وما قدر مثلك أن يمنعني علمي". (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015