إني أبى ليَ أن أقصرَ والدٌ ... شهمٌ على الأمرِ القوي عزومُ

وقصائدي فخرٌ وعزي قاهرٌ ... متمنعٌ يعلو الجبالَ جسيمُ

وأنا امرؤٌ أصلُ الخليلَ ودونهُ ... شمُّ الذرى ومفازةٌ ديمومُ

ولئن سئمتُ وصاله ما دامَ بي ... متمسكاً إني إذن لسؤومُ

لا بل أحيي بالكرامةِ أهلها ... وأذمُّ من هوَ في الصديقِ وخيمُ

وبذاكَ أوصاني أبي وأنا امرؤٌ ... فرعٌ خزيمةُ معقلي وصميمُ

لا أرفدُ النصحَ امرءاً يغتشني ... حتى أموتَ ولا أقولَ حميمُ

لمبعدٍ قربي يمتُّ بدونها ... إنَّ امرءاً حرمَ الهدى محرومُ

تلقى الدني يذمُّ من ينوي العلى ... جهلاً ومتنُ قناتهِ موصومُ

فعلَ المنافقِ ظلَّ يأبنُ ذا النهى ... في دينهِ ونفاقهُ معلومُ

هذا وإما أمسِ رهنَ منيةٍ ... فلقد لهوتُ لو أنَّ ذاك يدومُ

بكواعبٍ كالدرِّ أخلصَ لونها ... صونٌ غذينَ بهِ معاً ونعيمُ

في غيرِ غشيانٍ لأمرٍ محرمٍ ... ومعي أخٌ لي للخليلِ هضومُ

ولقد قطعتُ الخرقَ تحتي جسرةٌ ... خطارةٌ غبَّ السرى علكومُ

موارةُ الضبعينِ يرفعُ رحلها ... كتدٌ أشمُّ وتامكٌ مدمومُ

تقص الإكامَ إذا عدت بملاطسٍ ... سمرِ المناسمِ كلهنَّ رثيمُ

مدفوقةٌ قدماً تبوعُ في السرى ... أجدٌ مداخلةٌ الفقارِ عقيمُ

زيافةٌ بمقذها وبليتها ... من نضحِ ذفراها الكحيلُ عصيمُ

وجناءُ مجفرةٌ كأنَّ لغامها ... قطنٌ بأعلى خطمها مركومُ

أرمي بها عرضَ الفلاةِ إذا دجا ... ليلٌ كلونِ الطيلسانِ دهيمُ

تهدي نجايبَ ضمراً وكأنما ... ضمنَ الوليةَ والقتودَ ظليمُ

متواتراتٍ تعتلينَ ذواقناً ... فكأنهنَّ من الكلالةِ هيمُ

ولها إذا الحرباءُ ظلَّ كأنهُ ... خصمٌ ينازعهُ القضاةَ خصيمُ

عنسٌ كأنَّ عظامها موصولةٌ ... بعظامِ أخرى في الزمامِ سعومُ

ولقد شهدتُ الخيلَ يحملُ شكتي ... طرفٌ أجشُّ إذا ونينَ هزيمُ

ربذُ القوائمِ حينَ يندى عطفه ... ويمورُ من بعدِ الحميمِ حميمُ

ينفي الجيادَ إذا اصطككنَ بمأزمٍ ... قلقُ الرحالةِ والحزامِ عذومُ

وإذا علت من بعدِ وهدٍ مرقباً ... عرضت لها ديمومةٌ وحزومُ

يهدي أوائلها الموقفُ غدوةً ... ويلوحُ فوقَ جبينهِ التسويمُ

طالت قوائمهُ وتمَّ تليلهُ ... وابتزَّ سائرَ خلقهِ الحيزومُ

مسحنفرٌ تذري سنابكه الحصى ... فكأنَّ تذراهُ نوى معجومُ

ذو رونقٍ يذري الحجارةَ وقعهُ ... وبهنَّ للمتوسمينَ كلومُ

فكأنهُ من ظهر غيبٍ إذا بدا ... يمتلُّ هيقٌ في السرابِ يعومُ

هزجُ القيادِ أمراً شزراً هيكلٌ ... نزقٌ على فأسِ اللجامِ أزومُ

يهوي هويَّ الدلوِ أسلمها العرى ... فتصوبت ورشاؤها مجذومُ

متتابعٌ كفتٌ كأنَّ صهيلهُ ... جرسٌ تضمنَ صوتهُ الحلقومُ

صلبُ النسورِ لهُ معدٌّ مجفرٌ ... سبطُ الضلوعِ وكاهلٌ ملمومُ

متغاوثٌ في الشدِّ حين تهيجه ... كتغاوثِ الحسي الخسيف طميمُ

من آلِ أعوجَ لا ضعيفٌ مقصفٌ ... سغلٌ ولا نكدُ النباتِ ذميمُ

سلطُ السنابكِ لا يورعُ غربهُ ... فأسٌ أعدَّ لهُ معاً وشكيمُ

شنجُ النسا ضافي السبيبِ مقلصٌ ... بكظامةِ الثغرِ المخوفِ صرومُ

يرمي بعينيهِ الفجاجَ وربهُ ... للخوفِ يقعدُ تارةٌ ويقومُ

كالصقرِ أصبحَ باليفاعِ ولفهُ ... يومٌ أجادَ من الربيعِ مغيمُ

وقال المتوكل في امرأته أم بكر وكانت سألته الطلاق، فطلقها، وندم، ويمدح فيها عكرمة بن ربعي:

قفي قبلَ التفرقِ يا أماما ... وردي قبلَ بينكمُ السلاما

طربتُ وشاقني يا أمَّ بكرٍ ... دعاءَ حمامةٍ تدعو حماما

فبتُّ وباتَ همي لي نجياً ... أعزي عنكَ قلباً مستهاما

إذا ذكرت لقلبكِ أمُّ بكرٍ ... يبيتُ كانما اغتبقَ المداما

خدلجةٌ ترفُّ غروبُ فيها ... وتكسو المتنَ ذا خصلٍ سخاما

أيا قلبي فما تهوى سواها ... وإن كانت مودتها غراما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015