على فِيها إذا دنتِ الثُّريَّا ... دنوَّ الدَّلو أسلمَها الضَّعِيفُ

أجادتْ أمُّ عبدةَ يومَ لاقَوا ... وثارَ النَّقعُ واختلفَ الألُوفُ

يقدِّمُ حبْتراً بأفلَّ عضبٍ ... لهُ ظبَةٌ لما نالتْ قطُوفُ

فغادرَ خلفهُ يكبو لقيطاً ... لهُ منْ حدِّ واكفةٍ نصِيفُ

كأنَّ جماجمَ الأبطالِ لمَّا ... تلاقينا ضحًى حدجٌ نقِيفُ

وحامَى كلُّ قومٍ عنْ أبيهمْ ... وصارتْ كالمخاريق السّيُوفُ

ترى يُمنى الكتيبةِ منْ يليها ... يخرُّ على مرافِقها الكثُوفُ

لنا شهباءُ تنفي مَن يلينا ... مضرَّجةٌ لها لونٌ خصِيفُ

وذبيانيَّةٍ أوصتْ بنيها ... بأنْ كذَبَ القراطفُ والقرُوفُ

تجهِّزهمْ بما وجدتْ وقالتْ ... بنِيَّ فكلُّكمْ بطلٌ مسِيفُ

فأخلفنا مودَّتها فقاظتْ ... ومأقِي عينِها حذلٌ نطُوفُ

إذا ما أبصرتْ نوحاً أتتهُ ... ترنُّ ورجعُ كفَّيها خنُوفُ

ليبكِ أبا رواحةَ جملُ خيلٍ ... وقومٌ قد أعزَّهمُ المضِيفُ

يُنادي الجانبانِ بأنْ أنيخوا ... وقد عرَسَ الإناخةُ والوقُوفُ

وكانَ الأيمنونَ بني نميرٍ ... يسيرُ بنا أمامهمُ الخلِيفُ

فلا جبنٌ فينكلُ إنْ لقينا ... ولا هزمُ الجيوشِ لنا طرِيفُ

تركنا الشِّعبَ لمْ نعقلْ إليهِ ... وأسهلْنا كما علمَ الحلِيفُ

نسوقُ بهِ النِّساءَ مشمِّراتٍ ... يخالطُها معَ العرقِ الخشِيفُ

إذا استرختْ حبالُ القومِ شدَّتْ ... ولا يثنى لقائمةٍ وظِيفُ

تركنَ بطونَ صاراتٍ بليلٍ ... مطافيلَ الرّباعِ بها خلُوفُ

فظلَّ بذي معاركَ كلُّ مرْباً ... ونجَّى ربَّهُ الهزمُ الخفِيفُ

منَ اللائي سنابكهنَّ شمٌّ ... أخفَّ مشاشهُ لبنٌ ورِيفُ

يُؤيَّهُ واللَّهيفَ بوارداتٍ ... كما يتغاوثُ الحسيَ النَّزِيفُ

فلمَّا أنْ هزمنا النَّاسَ جاءتْ ... ... مِن ربيعَتنا تزِيفُ

وشقٌّ ساقطٌ بضلوعِ جنبٍ ... رجوفُ الرِّجلِ منطقهُ نسِيفُ

أغرَّ كأنَّ جبهتهُ هلالٌ ... لظلمِ الجارِ والمولى عيُوفُ

سحيم بن وثيل

وقال سحيم بن وثيل الرياحيّ:

أنا ابنُ جَلا وطلاّعِ الثَّنايا ... متى أضعِ العمامةَ تعرفوني

وإنَّ مكاننا منْ حميريٍّ ... مكانَ اللَّيثِ منْ وسطِ العرينِ

وإنِّي لنْ يعودَ إليَّ قرني ... غداةَ الغبِّ إلاَّ في قرينِ

كذِي لبدٍ يصدُّ الرَّكبَ عنهُ ... ولا تُؤتى قرينتهُ لحِينِ

عذرتُ البزلَ إن هيَ خاطرتْني ... فما بالي وبالُ ابنيْ لبوني

وماذا يدَّري الشُّعراءُ منِّي ... وقدْ جاوزتُ حدَّ الأربعينِ

أخو الخمسينَ مجتمعٌ أشدِّي ... ونجَّذني مداورةُ الشُّؤونِ

فإنَّ علالَتي وجراءَ حولٍ ... لذو شقٍّ على الضَّرعِ الظَّنونِ

كريمُ الخالِ منْ سلفيْ رياحٍ ... كنصلِ السَّيفِ وضّاحُ الجبينِ

متى أحللْ إلى قطنٍ وزيدٍ ... وسلمى تكثرُ الأصواتُ دُوني

وهمّامٌ متى أحللْ إليهِ ... يحلُّ اللَّيثُ في عيصٍ أمينِ

ألفَّ الجانبينِ بهِ أُسودٌ ... منطَّقةٌ بأصلابِ الجفونِ

وإنَّ قناتَنا مشظٌ شظاها ... شديدٌ مدُّها عنقَ القرينِ

عبيد بن عبد العزَّى السلاميّ

وقال عبيد بن عبد العزَّى السلاميّ، أحد بني سلامان بن مفرج، وهو ابن عم الشَّنفرى:

ألا هلْ فؤادي إذْ صبا اليومَ نازِعُ ... وهل عيشُنا الماضي الذي زالَ رائِعُ

وهلْ مثلُ أيامٍ تسلَّفنَ بالحِمى ... عوائدُ أو عيشُ السِّتارينِ راجِعُ

كأنْ لمْ تجاورْنا رميمُ ولمْ نقمْ ... بفيضِ الحِمى إذْ أنتَ بالعيشِ قانِعُ

وبدِّلتْ بعدَ القربِ سخطاً وأصبحتْ ... مضابعةً واستشرفتكَ الأضابِعُ

وكلُّ قرينٍ ذي قرينٍ يودُّهُ ... سيفجعهُ يوماً منَ البينِ فاجِعُ

لعمري لقدْ هاجتْ لكَ الشَّوقَ عرصةٌ ... بمرّانَ تعفوها الرِّياحُ الزَّعازِعُ

بها رسمَ أطلالٍ وخيمٌ خواشعٌ ... على آلهنَّ الهاتفاتُ السَّواجِعُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015