وعمرةُ منْ سرواتِ النسا ... ءِ ننفحُ بالمسكِ أردانُها

فإنْ تُمْسِ شطَّتْ بها دارُها ... وباحَ لكَ اليومَ هجرانُها

فما رَوْضَةٌ من رِياضِ القطا ... كأنَّ المصابيحَ حوذانُها

بأحسنَ منْها ولا مُزْنَةٌ ... دلوحٌ تكشفَ أدجانُها

ونحنُ الفوارِسُ يومَ الربي ... ع قدْ علمُوا كيفَ فرسانُها

جنبنا الحربَ وراءَ الصري ... خِ حيثُ تقصفَ مرانُها

تراهنَّ يخلجنَ خلجَ الدلا ... ءِ تختلجُ النزْعَ أشطانُها

ولاقَى الشقاءَ لدَى حربنا ... دُحَيٌّ وعوفٌ وأعوانُها

رددنا الكتيبةَ مفلولَةً ... بها أفنُها وبها ذانُها

وقدْ علمونِي متى أنبعثْ ... على مثلِها تذكُ نيرانُها

ولولا كراهةُ سفكِ الدماءِ ... لعادَ ليثربَ أديانُها

ويثربُ نعلمُ أنَّ النبي ... تَ راس َ بيثربَ ميزانُها

حسانُ الوجوهِ حدادُ السيو ... فِ يبتدرُ المجدَ شبانُها

وبالشوطِ من يثربٍ أعبدٌ ... سيهلكُ في الخمرِ أثمانُها

يهونَ على الأوْسِ أتلافُهمْ ... إذا راحَ يخطرُ نشوانُها

أتتهمْ عرانينُ من مالكٍ ... سراعٌ إلى الروعِ فتيانُها

فلما استقلَّ كليْثِ الغري ... فِ زانَ الكتيبةَ أعوانُها

وقدْ علموا أنّما فلهُمْ ... حديدُ النبيتِ وأعيانُها

وقال قيسٌ أيضاً: الطويل

أتعرفُ رسماً كاطرادِ المذاهبِ ... لعمرةَ وحشاً غيرَ موقفِ راكبِ

ديارَ التي كانتْ ونحنُ على منًى ... تحلُّ بنا لولا نجاءُ الركائِبِ

تبدَّتْ لنا كالشمسِ تحتَ غمامةٍ ... بدا حاجبٌ منها وضنتْ بجانبِ

ولمْ أرها إلا ثلاثاً على منًى ... وعهدِي بها عذراءُ ذاتُ ذوائبِ

ومثلكِ قدْ أصبيتُ ليستْ بكنةٍ ... ولا جارةٍ ولا حليلةِ صاحبِ

دعوتُ بنِي عوفٍ لحقنِ دمائِهمْ ... فلما أبوا سامحتُ في حربِ حاطبِ

وكنتُ امرءاً لا أبعثُ الحربَ ظالماً ... فلما حموا أشعلتُها كلَّ جانبِ

أربتُ بدفع الحربِ حتى رأيتُها ... عنِ الدفعِ لا تزدادُ غيرَ تقاربِ

أتتْ عصبٌ ملْ أوسِ تخطرُ بالقنا ... كمشي الليوثِ في رشاشِ الأهاضيبِ

فإذْ لم يكنْ عنْ غايةِ الحربِ مدفعٌ فأهلاً بها إذْ لمْ تزلْ في المراحبِ

فلما رأيتُ الحربَ حرباُ تجدَّدَتْ ... لبستُ مع البردينِ ثوبَ المحاربِ

مضاعفةٌ يغشَى الأناملَ فضلُها ... كأنَّ قتيرَها عيونُ الجنادِبِ

رجالٌ متى يدعوْ إلى الموتِ يرقلُوا ... إليهِ كأرقالِ الجمالِ المصاعبِ

إذا فزعوا مدوا إلى الليلِ صارخاً ... كموجِ الأتيِّ المزبدِ المتراكبِ

ترى قصدَ المرانِ تهوِي كأنها ... تذرعُ خرصانٍ بأيدِي الشواطِبِ

وأضربهمْ يومَ الحديقةِ حاسراً ... كأنَّ يدي بالسيفِ مخراقُ لاعبِ

صبحناهمُ الآطامَ حولَ مزاحمٍ ... قوانِسَ أولَى بيضها كالكواكبِ

لو أنكَ تلقِي حنظلاً فوقَ بيضها ... تدحرجَ عنْ ذي سامهِ المتقاربِ

إذا ما فررنا كانَ أسوا فرارِنا ... صدودَ الخدودِ وازورارَ المناكبِ

صدُودُ الخدودِ والقنا متشاجرٌ ... ولا تبرحُ الأقدامُ عندَ التضاربِ

إذا قصرتْ أسيافُنا كانَ وصلُها ... خطانا إلى أعدائنا للتضارب

ويومَ بعاثٍ أسلَمَتْنا سيوفنا ... إلى نسبٍ في جذْمِ غسانَ ثاقبِ

يعرينَ بيضاً حينَ نأتِي عدونا ... ويغمدنَ حمراً ناحلاتِ المضاربِ

أطاعَتْ بنو عوفٍ أميراً نهاهمُ ... عنِ السلمِ حتى كانَ أولَ واجبِ

عجبتُ لعوفٍ إذْ تقولُ سراتُهُمْ ... ويرمِينَ دفعاً ليتنا لمْ نحاربِ

صبحناهُمُ شهباءَ يبرُقُ بيضُها ... تبينُ خلاخيلَ النساءِ الهوارِبِ

أصابتْ سراةً ملْ أغرَّ سيوفنا ... وغودِرَ أولادُ الإماءِ الحواطِبِ

ومنا الذي آلى ثلاثينَ ليلةً ... عنِ الخمرِ حتى زاركمْ في الكتائبِ

رضيتُ لهمْ إذْ لا يريمونَ قعرَها ... إلى عازِبِ الأموالِ إلاَّ بصاحبِ

فلولا ذرَى الآطامِ قدْ تعلمُونَهُ ... وتركُ الفضا شردتُهُمْ في الكواعبِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015