نورٌ أضاءَ على البريةِ كلها ... من يهدَ للنورِ المباركِ يهتدِي

يا ربِّ فاجمعنا معاً ونبينا ... في جنةٍ تنبِي عيونَ الحسدِ

في جنةِ الفردوسِ واكتبْها لنا ... يا ذا الجلالِ وذا العلى والسؤددِ

واللهِ أسمعُ ما حييتُ بهالكٍ ... إلاَّ بكيتُ على النبيِّ محمدِ

ضاقتْ بالأنْصارِ البلادُ فأصبَحُوا ... سوداً وجوههمُ كلونِ الإثمدِ

ولقدْ ولدناهُ وفينا قبرُهُ ... وفضولُ نعمتهِ بنا لمْ تجحدِ

صلَّى الإلهُ ومن يحفُّ بعرشهِ ... والطيبونَ على المبارَكِ أحمدِ

فرحتْ نصارى يثربٍ ويهودُها ... لمّا توارَى في الضريحِ المُلْحدِ

وقال حسان يرثي حمزة بن عبد المطلب: السريع

هلْ تعرفُ الدارَ عفا رسمَها ... بعدكَ صوبُ المسبلِ الهاطِلِ

بينَ السرادِيحِ فأدْمانةٍ ... فمدفَعِ الروحاءِ في حائلِ

سألتُها عنْ ذاكَ فاستعجمتْ ... لمْ تدرِ ما مرْجوعَةُ السائلِ

دعْ عنكَ داراً قدْ عفا رسْمُها ... وابْكِ على حمزةَ ذِي النائلِ

المالِئ الشيزَى إذا أعصفتْ ... غبراءُ في ذي السنةِ الماحلِ

التارك القرنَ لدى قرنهِ ... يعثرُ في ذي الخرصِ الذابلِ

واللابِسِ الخيلَ إذا أحجَمَتْ ... كالليثِ في غاباتهِ الباسِلِ

أبيضَ في الذروةِ من هاشمٍ ... لمْ يمرِ دونَ الحقِّ بالباطلِ

ما لشهيدٍ بينَ أرْحامِكُمْ ... شلتْ يدا وحشِيِّ مِنْ قاتلِ

إنَّ امرءاً غودِرَ في ألَّةٍ ... مطرورةٍ مارِنَةِ العامِلِ

أظلمتِ الأرضُ لفقدانهِ ... واسودَّ نورُ القمرِ الناصلِ

صلى عليكَ اللهُ في جنةٍ ... عاليةٍ مكرمةِ الداخلِ

كنا نرى حمزةَ حرزاً لنا ... منْ كلِّ أمرٍ نائبٍ نازِلِ

وكانَ في الإسلامِ ذا تدرإٍ ... لمْ يكُ بالوانِي ولا الخاذلِ

لا تفرحِي يا هندُ واستحلبِي ... دمعاً وأذرِي عبرةَ الثاكلِ

وابكِي على عتبةَ إذْ قطهُ ... بالسيفِ تحتَ الرهج الجائلِ

إذْ خرَّ في مشيخةٍ منكمُ ... منْ كلِّ عاتٍ قلبُهُ جاهلِ

أرداهُمُ حمزةُ في أسرةٍ ... يمشونَ تحتَ الحلقِ الذابلِ

غداةَ جبريلُ وزيرٌ لهُ ... نعمَ وزيرُ الفارسِ الحاملِ

قيسُ بن الخطيم

وقال قيسُ بن الخطيم بن عبد بن عمرو بن سوادة بن ظفر الأنصاري: الطويل

تذكرْ ليلى حُسْنَها وصفاءها ... وبانتْ فأمْسَى ما ينالُ لقاءَها

ومثلكِ قدْ أصبيتُ ليْسَتْ بكنةٍ ... ولا جارةٍ أفضتْ إليَّ خباءها

إذا ما اصطبحتُ أربعاً خطَّ مئزري ... وأتبعتُ دلوي في السماحِ رشاءها

ثأرْتُ عدياً والخطيمَ فلمْ أضعْ ... وصيةَ أشياخٍ جعلْتُ إزاءها

ضربتُ بذي الزرينِ ربقَةَ مالكٍ ... فأبتُ بنفسٍ قدْ أصبتُ شفاءها

وسامحني فيها ابنُ عمرو بن عامرٍ ... خداشٌ فأدى نعمةً وأفاءها

طعنتُ ابنَ عبدِ القيسِ طعنةَ ثائرٍ ... لها نفذٌ لولا الشعاعُ أضاءها

ملكتُ بها كفي فأنهرتُ فتقها ... يرى قائماً من دونها ما وراءها

يهونُ عليَّ أنْ تردَّ جراحهُ ... عيونَ الأواسِي إذْ حمدتُ بلاءها

وكنتُ امرءاً لا أسمعُ الدهْرَ سبَّةً ... أسبُّ بها إلا كشفتُ غطاءها

وإنيّ في الحرابِ الضروسِ موكلٌ ... بإقدامِ نفسٍ لا أريدُ بقاءها

إذا سقمتْ نفسِي إلى ذي عداوةٍ ... فإني بنصلِ السيفِ باغٍ دواءها

متى يأتِ هذا الموتُ لمْ تلقَ حاجةً ... لنفسِيَ إلاَّ قدْ قضيتُ قضاءها

وكانتَ شجاً في الحلقِ ما لمْ أبؤْ بها ... فأبْتُ بنفسٍ قدْ أصبْتُ دواءها

وقدْ جربتْ منّا لدى كلِّ مأقِطٍ ... دُحَيٌّ إذا ما الحرْبُ ألْقَتْ رداءها

وإنّا إذا ما ممترُو الحرْبِ بلحُوا ... نقيمُ بآسادِ العرينِ لواءها

ونلحقها مبسورةً ضيزنيةً ... بأسيافنا حتى نذلَّ إباءها

وإنا منعنا في بعاث نساءنا ... وما منعتْ ملْ مخزياتِ نساءها

وقال قيسٌ:

أجدَّ بعمرةَ غنيانُها ... فتهجرُ أمْ شأنُنا شأنُها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015