واجعلنا هداة مهتدين» . (ن، ك؛ عن عمّار بن ياسر [رضي الله تعالى عنهما] ) .

الزينة زينتان: زينة البدن، وزينة القلب؛ وهي أعظمهما قدرا، وإذا حصلت زينة القلب حصلت زينة البدن على أكمل وجه.

والمعنى: اللهمّ اجعلنا مستكملين لشعب الإيمان؛ لتتنوّر بواطننا بالنّور الناشىء عن التصديق القلبيّ فيظهر نوره علينا.

(واجعلنا هداة) ؛ أي: نهدي غيرنا (مهتدين» ) في أنفسنا، لأنّ الهادي إذا لم يكن مهتديا في نفسه لم يصلح كونه هاديا لغيره؛ لأنّه يوقع الناس في الضلال من حيث لا يشعر.

(ن، ك) ؛ أي: أخرجه النسائيّ، والحاكم؛ أي: وكذا الإمام أحمد في «المسند» ، كلهم؛ (عن) أبي اليقظان (عمّار بن ياسر) العنسي- بالعين المهملة المفتوحة والنون الساكنة والسين المهملة- ثم المذحجيّ؛ القحطانيّ نسبا، المخزوميّ حلفا وولاء، المكّي ثمّ المدنيّ ثمّ الشاميّ ثمّ الدمشقيّ.

أحد السابقين الأوّلين المعذّبين في الله أشدّ العذاب، وكذا عذّب أبوه وأمّه سميّة، ومرّ بهم النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ وهم يعذّبون فقال: «صبرا آل ياسر، فإنّ موعدكم الجنّة» ، وكانت سميّة أمّه أوّل شهيدة في الإسلام.

شهد عمّار جميع المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مخصوصا منه بالبشارة والترحيب، والبشاشة والتطييب، وأخبر أنه أحد الأربعة الذين تشتاق إليهم الجنّة، وقال له: «مرحبا بالطّيّب المطيّب» .

وأخبر أنّه ما خيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما. وقال: عمّار جلدة ما بين عيني وأنفي» ، وقال: «اهتدوا بهدي عمّار» ، وقال: «من عادى عمّارا عاداه الله، ومن أبغض عمّارا أبغضه الله» . وآخى النبيّ صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن أبي وقّاص.

ولمّا أخبر صلى الله عليه وسلم أنه أكره على الكفر فكفر؛ قال: «كلّا؛ والله إنّ عمّارا ملىء إيمانا من قرنه إلى مشاشه» . ونزل فيه قوله تعالى إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ [106/ النحل] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015