عن ابن عمر) .
56- «اللهمّ؛ اغفر لي ذنوبي وخطاياي كلّها.
وهو الإمام العلّامة الحافظ: محمّد بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن محاسن، محبّ الدين بن النجار؛ البغداديّ، الحافظ، المؤرّخ، الأديب، أحد أفراد عصره.
ولد في بغداد في ذي القعدة الحرام، سنة- 578-: ثمان وسبعين وخمسمائة هجريّة.
وسمع من الحافظ ابن الجوزيّ الواعظ وغيره.
ورحل إلى الشام ومصر والحجاز وخراسان وأصبهان ومرو وهراة ونيسابور، مع الكثير، وحصّل الأصول والمسانيد، واستمرت رحلته سبعا وعشرين سنة، واشتملت «مشيخته» على ثلاثة آلاف شيخ.
وكان إماما حجّة، ثقة حافظا، مقرئا، أديبا، عارفا بالتاريخ وعلوم الأدب، حسن الإلقاء والمحاضرات، وله التصانيف الممتعة؛ منها «تاريخ بغداد» : ذيّل به على «تاريخ بغداد» للحافظ أبي بكر أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب البغدادي، واستدرك عليه، وهو تاريخ حافل، دل على تبحّره في التاريخ، وسعة حفظه للتراجم والأخبار.
وكانت وفاته في بغداد سنة- 643- ثلاث وأربعين وستمائة هجرية، رحمه الله تعالى آمين.
(عن ابن عمر) بن الخطّاب رضي الله تعالى عنهما، ورواه عنه الإمام الرافعيّ أيضا.
56- ( «اللهمّ؛ اغفر لي ذنوبي) : جمع ذنب، والذنب: ماله تبعة دنيويّة؛ أو أخرويّة، مأخوذ من الذّنب. ولما كان المصطفى صلى الله عليه وسلم معاتبا بترك ما هو الأولى تأكيدا لعصمته- أطلق عليه اسم الذنب. (وخطاياي) : جمع خطيئة، ويقال:
خطيّة، وهي مرادفة للذنب- كما في كتب اللغة- وإن كان أصل العطف يقتضي المغايرة. (كلّها) ؛ أي: صغيرها وكبيرها.