من الأعمال، وصدق التّوكّل عليك، وحسن الظّنّ بك» . (حل؛ عن الأوزاعيّ والحكيم؛ عن أبي هريرة) .
- بالتشديد- أي: ما تحبّه وترضاه (من الأعمال) الصالحة، ولأترقّى في الأفضل فالأفضل منها. (وصدق التّوكّل عليك، وحسن الظّنّ بك» ) ؛ أي: يقينا جازما يكون سببا لحسن الظنّ بك، لقوله: «أنا عند ظنّ عبدي بي» .
وانظر إلى هذه الثلاث المسؤولة كيف يشبه بعضها بعضا؟! فكأنّه نظام واحد!.
1- سأله التوفيق لمحابّه!! ومحابّه في الغيب لا تدرى، فربّما كان محابّه في شيء هو في الظاهر دون غيره؛ فإذا استقبل النفس به واحتاج إلى إيثاره على ما هو في الظاهر أعلى، تردّد في النفس سؤاله.
2- وسأله صدق التوكل!! والتوكّل: هو التفويض إليه؛ واتّخاذه وكيلا في سائر أموره، فسأله صدق ذلك، وصدقه: أنّه إذا استقبلك أمر هو عندك أدون فوفّقك لهذا الأدون، وهو مختاره: ألاتتردّد فيه وتمرّ به مسرعا.
3- ثم قال: أسألك حسن الظنّ بك، فإنّ النفس إذا دخلت في الأدون دخل سوء الظنّ من قبلها، تقول: لعلّي مخذول فيها!! فسأله حسن الظن حتى لا تأخذه الحيرة من ربّه فيخاف الخذلان.
(حل) ؛ أي: أخرجه أبو نعيم في «الحلية» ؛ عن محمّد بن نصر الحارثي؛ من حديث حسين الجعفي؛ عن يحيى بن عمر؛ (عن الأوزاعيّ) :
عبد الرحمن بن عمرو، تابعيّ، ثقة جليل؛ فهو مرسل.
ثم قال أبو نعيم: لم يروه عن الأوزاعيّ- فيما أعلم- إلّا محمّد بن نصر الحارثي، ولا عنه إلّا يحيى، تفرّد به الحسين.
(الحكيم) ؛ أي: وأخرجه الحكيم التّرمذيّ؛ (عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه قال- أعني الحكيم-: وهذا باب غامض يخفى على الصادقين، وإنّما ينكشف للصّدّيقين. انتهى. وفيه عمر بن عمرو: فيه كلام. انتهى. ذكره المناوي.