والرّكّع السّجود، الموفين بالعهود، إنّك رحيم ودود، وإنّك تفعل ما تريد.
اللهمّ؛ اجعلنا هادين مهتدين، غير ضالّين ولا مضلّين، سلما لأوليائك وعدوّا لأعدائك، نحبّ بحبّك من أحبّك، ونعادي بعداوتك من خالفك.
ربّهم، المشاهدين لكمال جماله، (والرّكّع السّجود) ، أي: المكثرين للصلاة ذات الركوع والسجود في الدنيا (الموفين) - بالتخفيف- (بالعهود) بما عاهدوا الله عليه، (إنّك رحيم) موصوف بكمال الإحسان بدقائق النعم، (ودود) شديد الحبّ لمن والاك.
(وإنّك تفعل ما تريد) فتعطي من تشاء سؤله؛ وإن عظم، لا مانع لما أعطيت.
(اللهمّ؛ اجعلنا هادين) : دالّين الخلق على ما يوصلهم إلى الحقّ، (مهتدين) : واصلين إلى إصابة الصواب؛ قولا وعملا.
ومعلوم أنّ الشخص لا يتّصف بكونه هاديا إلّا بعد اتّصافه بكونه مهتديا، ولم يوجد هنا ترتيب!! فحينئذ المعنى: اجعلنا هادين بسبب كوننا مهتدين.
(غير ضالّين) عن الحقّ، وهو لازم لما قبله. (ولا مضلّين) أحدا من الخلق، (سلما) - بكسر السين المهملة فسكون اللام- أي: صلحا (لأوليائك) الذين هم حزبك المفلحون، (وعدوّا) - لفظ رواية البيهقي: «حربا» بدل «عدوّا» - (لأعدائك) ؛ ممّن اتّخذ لك شريكا؛ أو ندّا، أو فعل معك ما لا يليق بكمالك.
(نحبّ بحبّك) ؛ أي: بسبب حبّنا لك (من أحبّك) حبّا خالصا، ف «من» مفعول «نحب» (ونعادي بعداوتك) - أي: بسبب عداوتك- (من خالفك) ؛