علم النفس الإسلامي وعلم النفس الغربي:

بناء على ما سبق فإن علم النفس الإسلامي يتصادم مع علم النفس الغربي لاختلافهما في المصدر وفي الغاية, حيث إن علم النفس الإسلامي يتعامل مع الإنسان المخلوق الذي هو من خلق الله، في حين يتعامل علم النفس الغربي مع الإنسان الطبيعي الذي جاء نتيجة تطور الأحياء، وعلم النفس الإسلامي يتعامل مع النفس المخلوقة من مركب الروح والجسد متفاعلين، ولكن علم النفس الحديث يتعامل مع النفس الطبيعية التي تصنعها الظروف والمؤثرات الخارجية، أو النفس التي صنعها الكبت.

وإذا كان علم النفس العام والتربوي قد جاءا متلازمين من مصدر واحد هو كتاب الله وسنة رسوله، فإنهما قد جاءا وبينهما فاصل زمني في علم النفس الغربي, بسبب اعتمادها على تطور الفكر في مصادر ونظريات شتى مختلفة ومتناقضة. وإذا كان علم النفس الإسلامي العام والتربوي قد صدرا من علم شامل محيط بالنفس الإنسانية من الأزل إلى الأبد؛ لأنه صادر من الخالق الذي يعلم من خلق, وما تكون عليه أحواله في كل زمان ومكان، فإنه في علم النفس الغربي قد اعتمد على آراء ونظريات شتى، وهو وإن استعان بالتجريب فإن التجريب في العلوم الإنسانية مختلف تماما عن التجريب في العلوم الطبعية، كاختلاف الإنسان عن الجماد والحيوان.

والخلاصة، أنه لما كانت التربية هي تطبيق لمفاهيم علم النفس، فإن التربية في الإسلام تختلف عن التربية في الغرب بقدر الاختلاف بين علم النفس الإسلامي وعلم النفس الغربي في حقيقة النفس.

"وبمعنى آخر فإن علم النفس التربوي هو تطبيق لنظريات التحليليين والسلوكيين والجشتلطيين وغيرهم من المؤمنين بالمذهب الطبيعي على اختلاف أشكالهم.. وهذه المدارس كلها لا تعرف الإنسان المخلوق، وإنما تتكلم عن إنسان طبيعي لا روح له"1.

وهذا كله سوف ينعكس على نظريات التعلم والممارسات التربوية التابعة لها، كما سينعكس على دوافع السلوك وغاياتها وما يترتب عليها من نتائج وآثار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015