المسألة التاسعة عشر في الأصناف الذين تصرف إليهم الزكاة

وقد قال الله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ} (?).

فهذه ثمانية أصناف يجوز وضع الصدقات فيها، ولا يجوز وضعها في غيرهم؛ لقوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ) (?)، فأتى بلفظة الحصر، وهذا يقتضي نفي إعطاء الزكاة لغيرهم.

فأما الفقراء والمساكين: فاختلف العلماء [فيهم] (?)؛ فقال مالك: [إن المسكين أحوج من الفقير] (?) لأن الفقير من له البلغة من العيش لا تقوم به.

[والمسكين] (?): الذي لا شيء له.

ولمالك في "العتبية" أيضًا من رواية ابن وهب أن الفقير: الذي يتعفف عن المسألة مع حاجته، والمسكين: الذي يسأل على الأبواب والطرقات فخرج من ذلك أن المسكين أحوج من الفقير، وأنهما اسمان متغايران، ومنه قول الشاعر (?):

أما الفقير الذي كانت حلوبته ... وفق العيال [فلم] (?) يترك له سبد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015