والثالث: أن القارئ بالخيار؛ إن شاء سجد، وإن شاء ترك (?).
وهذا القول وقع لمالك في المبسوط، وهو اختيار الشيخ أبي بكر الأبهري.
وسبب الخلاف: اختلاف الآثار والأخبار في سجوده عليه السلام في الثلاثة مواضع لاتفاق كل مخالف ومؤالف أن النبي عليه السلام سجد في بعضها بمكة؛ فروى عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه قال: لم يسجد النبي عليه السلام في المفصل منذ تحول إلى المدينة (?).
وروى عن زيد بن ثابت أنه قال [أيضًا] (?): قرأت على النبي - صلى الله عليه وسلم - سورة والنجم فلم يسجد (?).
ويعارضه ما روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي هريرة (?) أنه قال: سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - في: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} (?).
وزاد في حديث مسلم أنه قال: في {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} (?)، سجدة سجدتها خلف أبي القاسم، فلا أزال أسجدها حتى ألقاه (?).