فهذه سيرة القوم إلى أن [أدرجوا] (?) رضوان الله عليهم ثم نجم بعدهم [طوائف في أقصى المغرب] (?) ضلوا عن جادة الطريق، وتنكبوا عن مسالك التحقيق، وهجموا على [أكبر يم] (?) وركبوا [لجج] (?) البحر دون سفين؛ [فوجدوا فلاة بغير دليل] (?)، ولا اهتدوا بسلوك السبيل، فاقتحموا على [تدريس] (?) المدونة بغير إجازة من شيخ، ولا تحقيق من شرح حتى أن من سلك منهم نذرًا حقيرًا، وقدرًا يسيرًا بفرض وانتصب، وتعب ونصب نفسه إلى معرفة أسرارها [واستخراج] (?) مكنونها.
وسبب ذلك: أن أبواب الدواعي مفتوحة للخائض [مفتوحة وسياط التحسب عن متعاطيها] (?) مطروحة، فلله در القائل:
لقد هزلت حتى بدا من هزالها كلاها ... ورخصت حتى رامها كل مفلس
فهؤلاء القوم انقسموا في تدريسها على طوائف:
فطائف أعرضت وفرطت وقصرت، وطائفة أوغلت وأسرفت، وأفرطت، وطائفة أعدلت [وقصدت] (?) وتوسطت.