لأنهم [كانوا] (?) يستنبطون الأحكام من كتاب الله تعالى.

وأما من يقرأ القرآن، ولا يعلم تأويله: فهو ممن قال الله تعالى فيهم: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} (?).

ولهذا قال مالك (?) رحمه الله: قد يقرأ من لا [ق/ 19جـ] [يريد] (?) من لا خير فيه.

وقال في موضع آخر: من لا يرضى [حاله] (?) الناس.

فإذا اجتمعت جماعة للصلاة فلا تخلو حالتهم من أن تتفق أو تختلف.

فإن اتفقت حالاتهم في الصلاة، والعلم، والسِّن، والجمال، وسائر الأوصاف المعتبرة حتى لا ترجيح: فإنهم يقدمون لأنفسهم من يصلي بهم.

فإن وقع التنافس والحرص على الإمامة، وكل واحد يخطبها لنفسه: فإنهم يتقارعون، فمن خرج سهمه كان أحق بالإمامة دون سائرهم.

وهذا [دأب] (?) الشرع في كل ما يقع فيه التداعي وتساوت فيه الأقدام، [فبابه] (?) أن [يقترع] (?) فيه.

كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو يعلم الناس ما في النداء، والصف الأول ثم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015