أبصاركم، فإن المنبر مركب صعب، وإذا يسر الله فتح قفل تيسر.

خطب مصعب بن حيان، أخو مقاتل بن حيان خطبة نكاح، فحصر فقال: لقنوا موتاكم قول لا إله إلا الله، فقالت أم الجارية: عجل الله موتك، ألهذا دعوناك؟

وخطب أمير المؤمنين الموالي خطبة نكاح، فحصر، فقال: اللهم إنا نحمدك ونستعينك ونشرك بك.

وقال مولى خالد بن صفوان: زوجني أمتك فلانة. فقال: قد زوجتكم، قال: أفأدخل الحي حتى يحضروا الخطبة؟ قال: أدخلهم. فابتدأ خالد فقال: أما بعد فإن الله أجل وأعز من أن يذكر في نكاح هذين الكلبين، وقد زوجت هذه الفاعلة من هذا ابن الفاعلة.

وقال إبراهيم النخعي لمنصور بن المعتز: سل مسألة الحمقى، واحفظ حفظ الكيسى.

ودخل كثير عزة -وكان محمقًا، ويكنى أبا صخر- على يزيد بن عبد الملك فقال: يا أمير المؤمنين: ما يعني الشماخ بن ضرار بقوله:

إذا الأرطي توصد أبرديه ... خدود جوازئ بالرمل عين1

قال يزيد: وما يضر أمير المؤمنين ألا يعرف ما عنى هذا الأعرابي الجلف؟ فاستحمقه وأخرجه.

وكان عامر بن كريز2 يحمق قال عوانة3: قال عامر لأمه: مسست اليوم برد العاص بن وائل السهمي. قالت ثكلتك أمك، رجل بين عبد المطلب بن هاشم وبين عبد شمس بن عبد مناف، يفرح أن تصيب يده برد رجل من بني سهم؟

ولما حصر عبد الله بن عامر على منبر البصرة، فشق ذلك عليه، قال له زياد: أيها الأمير إنك أقمت عامة من ترى أصابه أكثر ما أصابك.

وقيل لرجل من الوجوه: قم فاصعد المنبر وتكلم. فلما صعد حصر، وقال: الحمد لله الذي يرزق هؤلاء وبقي ساكتًا، فأنزلوه.

وصعد آخر فلما استوى قائمًا وقابل بوجهه وجوه الناس وقعت عينه على صلعة رجل4 فقال: اللهم العن هذه الصلعة

وقيل لوازع اليشكري: قم فاصعد المنبر وتكلم. فلما رأى جمع الناس، قال: لولا أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015