كان يذوب إذا رآه استطعنا أن نضع الرجل في مكانه الصحيح من الفضل والعلم.
وأما مؤلفات الهيثم فتتسم بالكثرة وإن لم تصل إلى كتب ابن الكلبي من حيث العدد، فقد روى له ابن النديم واحدًا وخمسين كتابًا فقط أكثرها في التاريخ، وعدد منها في الأنساب، وعدد آخر في الطبقات والباقي في صنوف المعرفة المختلفة والآداب.
وقد كان الهيثم منسجمًا مع نفسه في بعض كتبه، ولما كان قد عرف عنه ميله إلى الخوارج، ولما كان أيضًا قد عاش في الكوفة أكثر سني حياته، فقد ألف أكثر من كتاب عنها، ألف كتاب خطط الكوفة، وكتاب ولاة الكوفة، وكتاب قضاة الكوفة والبصرة، وكتاب فخر أهل الكوفة على البصرة. ولما كان طائيًّا فقد ألف كتابًا عن نسب طيء.
وأما كتبه في التاريخ والأخبار فتشترك موضوعاتها مع موضوعات معاصريه من أمثال ابن الكلبي والمدائني وغيرهما، فمن كتبه هذه: كتاب المعمرين، كتاب نزول العرب بخراسان، كتاب تاريخ العجم وبني أمية، كتاب الوفود، كتاب الجامع، كتاب بغايا قريش في الجاهلية وأسماء من ولدن، تاريخ الأشراف الكبير، تاريخ الأشراف الصغير، كتاب التاريخ على السنين، خواتيم الخلفاء، كتاب أخبار الحسن بن علي، كتاب أخبار زياد بن أبيه، كتاب أخبار الفرس، هذا فضلًا عن الكتب التي ألفها عن الكوفة التي مر ذكرها.
وأما كتبه في الأنساب فمنها، بيوتات قريش، بيوتات العرب، نسب طيء.
وفي الطبقات كتب الهيثم هذه الكتب: طبقات الفقهاء والمحدثين، طبقات من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة، كتاب تسمية الفقهاء والمحدثين.
وللهيثم عدد آخر كبير من الكتب ذات السمات الأدبية والاجتماعية والتاريخية، مثل كتاب النوادر، كتاب النساء، كتاب المواسم، كتاب الدولة، كتاب المثالب الكبير، كتاب المثالب الصغير، كتاب النوافل، كتاب الصوائف، كتاب مديح أهل الشام، كتاب النكد.
والحق أن الهيثم كان دنيا من العلم وأمة من المعرفة، وهو واحد من رواد المؤلفين المكثرين في الثقافة العربية.