ذكائه الموهوب من الكثرة بمكان، ولكن الأمر الذي نقف عنده هو طريقته في كتابة كتبه وتأليفها، فهو صاحب منهج فريد. لقد كان يجوب البوادي بنفسه ويعايش الأعراب ويعاشرهم ويأخذ عنهم أخذًا مباشرًا، ثم يروي ذلك أو يضمنه صفحة كتاب. هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى كان يعرف على الطبيعة كل ما يكتب، يعرفه حسًّا ويفقهه معنى. والدليل على ذلك قصة كتاب الخيل ومعرفته بأجزاء جسم الفرس جزءًا جزءًا وعضوًا عضوًا. إنه منهج فريد في الكتابة والوعي والتأليف.
فأما مؤلفات الأصمعي فقد ذكر له صاحب الفهرست سبعة وأربعين كتابًا في اللغة وما يتصل بها من أدب ونحو وصرف وشعر ورجز، وفي الإنسان وخلقه، وفي الحيوان من إبل وخيل وشاء ووحوش وخلقها وما يتصل بها، وفي النبات والشجر والنخيل وأنواعها، وفي جزيرة العرب وداراتها ومياهها وأنوائها، وفي الأعراب ونوادرهم وأخبارهم، وفي موضوعات أخرى تتصل بالحياة العامة وجوانب المجتمع والبيئة1. ويمكن أن نقدم مؤلفات هذا العالم الجليل على النحو التالي:
أولًا: كتب الحديث واللغة من شعر ورجز ونحو وصرف وغيرها:
كتاب المقصور والممدود، كتاب الهمز، كتاب فعل وأفعل، كتاب الأضداد، كتاب الألفاظ، كتاب اللغات، كتاب الاشتقاق، كتاب أصول الكلام، كتاب القلب والإبدال، كتاب الأصوات، كتاب الصفات، كتاب النسب، كتاب المذكر والمؤنث، كتاب معاني الشعر، كتاب الأراجيز، كتاب القصائد الست، كتاب مختاراته من الشعر وهو الذي أطلق عليه الشنقيطي الأصمعيات وسوف يأتي حديثه في مقدمة حديثنا عن طبقات الشعراء، كتاب غريب الحديث، كتاب غريب الحديث والكلام الوحشي، كتاب النوادر، كتاب نوادر الأعراب.
ثانيًا: كتب اللغة والأدب والنحو والصرف والشعر:
كتاب خلق الإنسان، وكتاب الفرق "يعني الفرق بين أسماء الأعضاء في الإنسان والحيوان"، وكتاب الأجناس، وكتاب خلق الفرس، وكتاب الخيل، وكتاب السرج واللجام والشورى، وكتاب الإبل، وكتاب الرحل، وكتاب الشاء، وكتاب الوحوش، وكتاب السلاح.
ثالثًا: كتبه في النبات والشجر والنخيل وهما كتابان: