الكتابة حسبما ذكرنا هي أداة المؤلف وسلاحه في حشد معلوماته على صفحة كتاب، وهي قد نمت واكتملت أسباب نضجها حسبما مر بنا حيث أصبحت صالحة لرفد هذه الموجات الهائلة من التأليف، وتلك القوافل السخية من الكتب التي ضمتها المكتبة العربية على هذا الكتاب من فصول. ولكن الذي نريد عرضه هنا هو مصادر النثر من حيث كونه لونًا بارعًا من الكتابة الفنية أو الخطابة البليغة.
إن هذه المصادر من الكثرة والتنوع ومن التخصص والشمول، بحيث ينبغي أن نصنفها تحت أكثر من نوع على النحو التالي:
أولًا: رسائل الكتاب المرموقين، وهذه قد وجد بعضها متكاملًا بين دفتي كتاب أو بالأحرى بين دفتي ديوان، فقد كان الكتاب يجمعون رسائلهم أو يجمعها لهم غيرهم في دواوين تمامًا كما كان يفعل بشعر الشعراء. ورسائل الكتاب التي وجدت طريقها مجموعة إلينا ثم مطبوعة هي: رسائل الجاحظ، رسائل ابن العميد، رسائل الصاحب بن عباد، رسائل أبي بكر الخوارزمي، رسائل أبي الفضل بديع الزمان الهمذاني، رسائل قابوس بن وشمكير، رسائل أبي إسحاق الصابي والشريف الرضي، رسائل إخوان الصفا، رسائل أبي العلاء المعري، الفصول والغايات لأبي العلاء المعري1. وأما رسائل بعض كبار الكتاب مثل عبد الحميد، وابن عبد كان، والنجيرمي، وعمرو بن مسعدة، وعبد العزيز بن يوسف، وإبراهيم