1041هـ، فتكون حياته العلمية والفكرية قد انقسمت قسمين أو بالأحرى نصفين: نصفًا قضاه في المغرب "تلمسان وفاس" ونصفًا قضاه في المشرق مدته ثلاث عشرة سنة، وبذلك ننتهي إلى النتيجة التي بدأناها، وهي أن عمره العلمي مقسم بين المشرق والمغرب ويكون المقري والحال كذلك همزة وصل متينة بين علم المشرق وعلم المغرب، وبين أدباء المغرب وأدباء المشرق.
ولما كان المقري على هذا القدر الكبير من العلم والفضل والأدب فإننا نتوقع منه أن يقدم إلى المعرفة الإنسانية بعامة والثقافية بخاصة العديد من الكتب والمؤلفات التي أهمها:
1- "نفح الطيب" الذي نحن بصدد الحديث عنه بعد قليل.
2- "أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض" وهو شبه من حيث مقصده بكتاب "نفح الطيب"، فكما أن "نفح الطيب" كان الهدف منه حديثًا وتأريخًا للسان الدين بن الخطيب فإن الهدف من أزهار الرياض الترجمة للقاضي المغربي عياض بن موسى اليحصبي السبتي، وهو كتاب ثمين مليء بأسباب الأدب وطرائف الأخبار، وإن كان محوره القاضي المذكور، وهو مطبوع في أجزاء أربعة.
3- "إضاءة الدجنة في عقائد أهل السنة" ومن المعروف أن المغاربة والمصريين والشوام غالبيتهم العظمى إن لم تكن جملتهم من أهل السنة والجماعة، والكتاب مطبوع.
4- الدر الثمين في أسماء الهادي الأمين.
5- قطف المهتصر في أخبار البشر.
6- عرف النشق في أخبار دمشق.
7- الغث والسمين والرث والثمين.
8- روض الآس العاطر الأنفاس في ذكر من لقيه من أعلام مراكش وفاس.
9- أزهار الكمامة.
10- حاشية على شرح أم البراهين "في علم التوحيد".
11- إتحاف المُغري في تكميل شرح الصغري "متصل بالكتاب السابق في شرح السنوسية في علم التوحيد".
12- كتاب البدأة والنشأة "كله أدب من شعر ونثر".
13- فتح المتعال، وهي رسالة كتبها في وصف نعال النبي صلى الله عليه وسلم.
تلك أشهر الكتب التي كتبها أبو العباس المقري وهي تمثل ذخيرة ثمينة من كتب